اشتاق للشتاء...يا رفيفتي ... اشتاق ملئ العروق للشتاء ..
ولانهمار المطر ...اشتاق لغيمة رمادية تمتد على مد البصر ..
لقطرات صغيرة ..تنز على حواف شباكي..على الزجاج على طول الجدران تنسدل...
اشتاق للبرد...ولعصف الريح ... يهز أغصان الشجر...
اشتاق ملئ فؤادي.. للسير في الخلاء...في شارع الحي .. وحدي ..التف بمعطفي ..أسرع خطوتي ...او امشي كقطة .. تبحث بين القطر عن فتات...
ثم أقف تحت هدر الريح ..ربما ...لأجمع في كفي حبات المطر..
وربما لاستشعر نشوة روحي تطل من عيني .. ليلهو بها الهواء... ولتغتسل بادمع المطر ....
هل تعرفون ما ذا يكون .. عندما تمشي وحيدا ... وتختلي رذاذ الشتاء .. يعانق وجنتيك.. ويسري خجلا إلى شفتيك...ويستبيح أهداب عينيك....
قد تثور الريح غيرة ... بعنفوان ... تستل منك النفس .. وتسلمها أنت بأمان ...وللسماء ترفعك ...تنزلك لتهوي في حلم...
وتعشق كل شيء ... من حولك كل شيء...
تعشق الحصى تحت قدميك ... وتعشق الحزن.. المخيم على الشارع الطويل.. وعلى الرصيف المبتل ... وهناك على شجرة قريبة تعلق مقلتيك...
تعشق التراب الرطب... ورائحة التراب الرطب ... تعرفونها ...!
هي..هي ...رائحة العشق هي!
تحت حبات المطر .... أنت وحدك .. معها .. تشكو لها قلبا .. أو قلبك يشتكيك....لحبات المطر ....
تشكو لها زمن ... ثم تبتسم ... حينما تخفق قطرات حول مسمعيك... وتبتسم .. حينما تقاسمك أنفاسها وتوقف الزمن لحظة بين كفيك...تسمع ضحكها ...منك أو عليك .... فلا أنت تهتم ...ولا هي تهتم...
إلا أنها باعدت بينك وبينه ذلك الزمن...وأمسكت الزمام...إن رحلت للماضي صفعتك...وان رحلت للاتي ...حبستك...وتضحك ...ربما منك أو عليك....
وأسير في هدوء....
واترك الناس من حولي يسرعون وأنا في غفلتي ...استلذ البرد ... يلسع الأطراف مني فتقشعر....
استلذ البرد ... ووحشة في وحدتي أقاسمها إياه...ويلسع القلب .. فيلتهب .. نعم.. تعرفون ... أن البرد... والقلب... عندما يجتمعان..كل المعايير تنقلب..وتتفق الاضاد...وتجتمع حرقة الشمس وبرودة القمر....!
فلا يعرف القلب ..أي جمرات تلك التي في حشاه ... إلا إذا أوقدها البرد...
ولا يعرف البرد إي صقيع يسري في دماه ..إلا إذا احتضن قلب...
يا صحبتي ... هل تبكون...مثلي بحرقة تبكون....
وتنبشون الحزن المخبوء في الذاكرة يطل بين كل شيء...
من حولكم في كل شيء... يمور بالحزن الدفين في خلايا الروح...
ويفيض وتحيون وتموتون....بالحزن ...والحزن... يتمطى تحت ادمع الشتاء...ويمزج الدمع بالقطر ... على الوجنتين....
وما عدت اعرف ...ما الذي يغرق الشفاه....طعم دمعة أم طعم قطرة...
ثم انتفض...وانثر الاثنين...من مقلتي ...انثرها بعيدا... دمعتي.... ودمعة السماء....
وامتطي الجنون....واركض...تحت المطر ....يا صحبتي ...هل .....تركضون وتضحكون....في جنون ...مثلي في جنون.....
هل تنسون كل البشر ... وتغازلون الغيم والحجر ...
ولا تنسوا القمر...عندما يطل شوقا من بين السحب....
كتوم....يسبل العينين ... يقول أنا هنا فلا تنسون....أنا القمر....!
وعصفورة صغيرة ...تتقافز.. لتتخفى تحت أي شيء...في الشارع الطويل ... تحت حواف المنازل ...
تطل رأسها.. تنفض ريشها المهدل... ترقبني ..
تزقزق..مشفقة علي...وابتسم ...أقول: يا جبانة ... تهربين من قطر المطر!....
تحرك الرأس الصغيرة.. وتختفي ضاحكة علي ...
في وحدتي تتركني ...والشارع والمطر ... والريح الهائج... وانين أغصان الشجر...
وينتهي دربي ....لاصل ...وانظر حافلتي القريبة...تنتظر ...اصعد..ثم إلى اقرب مقعد...المح الوجوه بائسة....فاقشعر ...
أجسادا ملقاة... ملفوفة بالقبعات بالمناديل...بألف قطعة وقطعة...
أخاطبها في ذاتي ... لماذا يا صحبتي ...انه ليس سوى المطر ...!
فلتضحكوا ... ولتبتهج القلوب وتسر ...انه المطر ....
أتكور في مقعدي ... اجمع إطرافي إلى قلبي ....واسرح الطرف إلى شارعي الطويل ...إلى غيمتي ...الراحلة ...إلى العصفور إلى القطر المنهمر...إلى البرد إلى الريح إلى أغصان الشجر ....
إلى ألوان العالم الدافئة.... تحت السماء الغائرة في عيني الشتاء...
إلى ذاتي المبعثرة ...إلى الحزن... إلى الخواطر المنهمرة هناك تحت اكوام المطر...
أقول ذاهبة ...
إني ذاهبة ...
لكني لن أتغير .... عنك لن أتغير ...
ولانهمار المطر ...اشتاق لغيمة رمادية تمتد على مد البصر ..
لقطرات صغيرة ..تنز على حواف شباكي..على الزجاج على طول الجدران تنسدل...
اشتاق للبرد...ولعصف الريح ... يهز أغصان الشجر...
اشتاق ملئ فؤادي.. للسير في الخلاء...في شارع الحي .. وحدي ..التف بمعطفي ..أسرع خطوتي ...او امشي كقطة .. تبحث بين القطر عن فتات...
ثم أقف تحت هدر الريح ..ربما ...لأجمع في كفي حبات المطر..
وربما لاستشعر نشوة روحي تطل من عيني .. ليلهو بها الهواء... ولتغتسل بادمع المطر ....
هل تعرفون ما ذا يكون .. عندما تمشي وحيدا ... وتختلي رذاذ الشتاء .. يعانق وجنتيك.. ويسري خجلا إلى شفتيك...ويستبيح أهداب عينيك....
قد تثور الريح غيرة ... بعنفوان ... تستل منك النفس .. وتسلمها أنت بأمان ...وللسماء ترفعك ...تنزلك لتهوي في حلم...
وتعشق كل شيء ... من حولك كل شيء...
تعشق الحصى تحت قدميك ... وتعشق الحزن.. المخيم على الشارع الطويل.. وعلى الرصيف المبتل ... وهناك على شجرة قريبة تعلق مقلتيك...
تعشق التراب الرطب... ورائحة التراب الرطب ... تعرفونها ...!
هي..هي ...رائحة العشق هي!
تحت حبات المطر .... أنت وحدك .. معها .. تشكو لها قلبا .. أو قلبك يشتكيك....لحبات المطر ....
تشكو لها زمن ... ثم تبتسم ... حينما تخفق قطرات حول مسمعيك... وتبتسم .. حينما تقاسمك أنفاسها وتوقف الزمن لحظة بين كفيك...تسمع ضحكها ...منك أو عليك .... فلا أنت تهتم ...ولا هي تهتم...
إلا أنها باعدت بينك وبينه ذلك الزمن...وأمسكت الزمام...إن رحلت للماضي صفعتك...وان رحلت للاتي ...حبستك...وتضحك ...ربما منك أو عليك....
وأسير في هدوء....
واترك الناس من حولي يسرعون وأنا في غفلتي ...استلذ البرد ... يلسع الأطراف مني فتقشعر....
استلذ البرد ... ووحشة في وحدتي أقاسمها إياه...ويلسع القلب .. فيلتهب .. نعم.. تعرفون ... أن البرد... والقلب... عندما يجتمعان..كل المعايير تنقلب..وتتفق الاضاد...وتجتمع حرقة الشمس وبرودة القمر....!
فلا يعرف القلب ..أي جمرات تلك التي في حشاه ... إلا إذا أوقدها البرد...
ولا يعرف البرد إي صقيع يسري في دماه ..إلا إذا احتضن قلب...
يا صحبتي ... هل تبكون...مثلي بحرقة تبكون....
وتنبشون الحزن المخبوء في الذاكرة يطل بين كل شيء...
من حولكم في كل شيء... يمور بالحزن الدفين في خلايا الروح...
ويفيض وتحيون وتموتون....بالحزن ...والحزن... يتمطى تحت ادمع الشتاء...ويمزج الدمع بالقطر ... على الوجنتين....
وما عدت اعرف ...ما الذي يغرق الشفاه....طعم دمعة أم طعم قطرة...
ثم انتفض...وانثر الاثنين...من مقلتي ...انثرها بعيدا... دمعتي.... ودمعة السماء....
وامتطي الجنون....واركض...تحت المطر ....يا صحبتي ...هل .....تركضون وتضحكون....في جنون ...مثلي في جنون.....
هل تنسون كل البشر ... وتغازلون الغيم والحجر ...
ولا تنسوا القمر...عندما يطل شوقا من بين السحب....
كتوم....يسبل العينين ... يقول أنا هنا فلا تنسون....أنا القمر....!
وعصفورة صغيرة ...تتقافز.. لتتخفى تحت أي شيء...في الشارع الطويل ... تحت حواف المنازل ...
تطل رأسها.. تنفض ريشها المهدل... ترقبني ..
تزقزق..مشفقة علي...وابتسم ...أقول: يا جبانة ... تهربين من قطر المطر!....
تحرك الرأس الصغيرة.. وتختفي ضاحكة علي ...
في وحدتي تتركني ...والشارع والمطر ... والريح الهائج... وانين أغصان الشجر...
وينتهي دربي ....لاصل ...وانظر حافلتي القريبة...تنتظر ...اصعد..ثم إلى اقرب مقعد...المح الوجوه بائسة....فاقشعر ...
أجسادا ملقاة... ملفوفة بالقبعات بالمناديل...بألف قطعة وقطعة...
أخاطبها في ذاتي ... لماذا يا صحبتي ...انه ليس سوى المطر ...!
فلتضحكوا ... ولتبتهج القلوب وتسر ...انه المطر ....
أتكور في مقعدي ... اجمع إطرافي إلى قلبي ....واسرح الطرف إلى شارعي الطويل ...إلى غيمتي ...الراحلة ...إلى العصفور إلى القطر المنهمر...إلى البرد إلى الريح إلى أغصان الشجر ....
إلى ألوان العالم الدافئة.... تحت السماء الغائرة في عيني الشتاء...
إلى ذاتي المبعثرة ...إلى الحزن... إلى الخواطر المنهمرة هناك تحت اكوام المطر...
أقول ذاهبة ...
إني ذاهبة ...
لكني لن أتغير .... عنك لن أتغير ...