بسم الله الرحمن الرحيم
الإسعافات الأولية
الإسعافت الأولية هي تلك العناية الأولية الفورية التي يمكن تقديمها إلى المصاب في حادث أو مرض حاد مفاجئ ، بهدف إنقاذ حياته ، أو الحد من خطورة الإصابة ، وتجنب حدوث المضاعفات ، ذلك قبل الوصول إلى الخدمة الطبية المتكاملة .
{ أهداف ومبادئ الإسعافات الأولية }
يتدرب المسعف على القيام بالمهام التالية :
1ـ الإستجابة السريعة لحظة التبليغ عن الحادث ، مع أخذ الإحتياطات اللازمة لتجنب التعرض للخطر .
2ـ إبعاد المصاب عن مكان الخطر ( الحادث ) ، مع الحفاظ على حياته من خلال مساعدته على استمرار عمليتي التنفس والدورة الدموية .
3ـ إيقاف النزيف ، ولايعتبر المصاب فارق الحياة بمجرد زوال المظاهر العامة الدالة على ذلك .
4ـ مساعدة المصاب على استقرار حالته وذلك بعلاج الصدمة ، والعناية بالجروح والحروق والكسور ، حتى وصول الخدمة الطبية المتكاملة .
5ـ العناية بالمصاب ونقله لأقرب مركز طبي بطريقة سريعة وآمنة لاستكمال العلاج .
{ المسعف }
هو ذلك الشخص الذي يتولى عملية الإسعاف لحظة وقوع الحادث أو المرض المفآجئ ، مع ملاحظة أن يكون لديه الخبرة الأساسية للإسعافات الأولية .
{ مهام المسعف }
نظراً لتكرار وقوع كثير من الحوادث وخطورتها ، فإن المسعف له دور هام ورئيس يتلخص فيما يلي :
أـ تقييم الحالة دون تعريض نفسه للخطر .
ب ـ تحديد نوع المرض أو الحالة التي يشكو منها المصاب ( خطيرة ـ متوسطة ـ بسيطة ) .
ج ـ تقديم الإسعاف الفوري المناسب ، فقد يعاني المصاب أكثر من إصابة في نفس الوقت ، وبعض المصابين قد يحتاجون إلى عناية أسرع من غيرهم في حالات الحوادث الجماعية ، فتتم عملية الإسعاف لأكثرها خطورة على حياة المصاب .
*****
أولاً : ( الجروح )
وهي إصابة ينتج عنها تمزق أنسجة الجسم الخارجية ـ كالجلد ـ أو الأنسجة الداخلية الرخوة ، مثل : المخ والنخاع الشوكي والعيون .
{ أنواع الجروح }
1ـ جروح نافذة : يتميز هذا النوع من الجروح بوجود فتحة متباينة المساحة عند مدخل الجرح ، وهو أكثر خطورة نظراً لوصوله إلى الأحشاء الداخلية الحساسة بالرغم من صغر مساحته الخارجية .
مثل جروح الطلقات النارية ، وجروح الآلات الحادة المدببة كاسكاكين والخناجر .
2ـ جروح غير نافذة : وهي تشتمل على مساحة واسعة عادةً ، وينتج عنها تمزق بأنسجة الجسم السطحية وأحياناً الداخلية ومنها :
أـ السحجات :
وهي عبارة عن قشط الطبقة السطحية للجلد ،وتحدث عادةً عند الإنزلاق على الأسطح الخشنة .
ب ـ الجروح القطعية :
وفي هذا النوع تتقطع أنسجة الجلد تماماً نتيجة الإصابة بآلة حادة ، كشفرات أمواس الحلاقة .
ج ـ الجروح المتهتكة :
وفيها يكون الجلد متقطعاً بشكل غير منتظم ( تهتك ) ، وتحدث عادةً من مخالب الحيوانات والأسلاك الشائكة .
د ـ الجروح الرياضية :
وتنجم عن السقوط من أعلى أو بعد التعرض لضربة قوية ، فتحدث كدمات في الأنسجة المحيطة بمكان الضربة أو الارتطام ، ونزيف تحت الجلد ، أو كسوراً في العظام .
{ الأعراض العامة للجروح }
ألم شديد في مكان الجرح ، مع احتمال وجود نزيف وتأثر وظيفة العضو المصاب .
وأحياناً :
( الورم ، والزرقة ، مع الضغف والتشوه )
{ الإسعافات العامة للجروح }
أـ العناية بالتنفس ، بالتأكد من فتح مسالك الهواء .
ب ـ العمل على وقف النزيف ووقاية العمود الفقري.
ج ـ تنظيف الجرح بالمطهرات ، وتغطيته بشاش معقم .
دـ تحصين المريض ضد الكزاز ( التيتانوس ).
{ إصابات الرأس }
أـ إصابة فروة الرأس : تحدث جروح فروة الرأس عادةً عند السقوط من أعلى وارتطام الرأس بجسم صلب ، وهي تصيب على وجه الخصوص المسنين والمرضى والمخمورين ، بالإضافة إلى حوادث الطرق وإصابات الملاعب ، وسقوط حطام المباني .
وتتميز جروح فروة الرأس بانسلاخها وشدة نزفها ، مما يتطلب عمل غيار ضاغط على الأنسجة المنفصلة بعد إعادتها إلى موضعها الطبيعي ، ثم نقل المصاب إلى أقرب مركز مصاب طبي لاستكمال العلاج اللازم .
ب ـ الارتجاج : وهو حالة فقدان مؤقت لبعض أو كل وظائف المخ نتيجة إصابة أو صدمة بالرأس .
ج ـ الرض : وهو حالة تؤدي إلى كدمات ورض بالمخ وينتج عنها تلف دائم بأنسجة المخ ، ويصابها نزيف داخلي وتورم ، وقد ينتج عنها مضاعافات عقب الشفاء .
{ جروح الصدر }
يقوم القفص الصدري بحماية القلب والرئيتين والأوعية الدموية الكبرى الموجودة داخل تجويف الصدر ، كما يحمي أيضاً الكبد والطحال الموجود تحت الحجاب الحاجز داخل التجويف البطني العلوي .
إن إصابة الصدر بجروح نافذة من الأمام أو من الخلف ، وتؤدي داخل وخارج الصدر ومن ثم يعيق عملية التنفس ، وهناك نوعان من جروح الصدر :
أـ الجروح المفتوحة : وهي جروح نافذة تحدث نتيجة الإصابة بالآلات الحادة ، كالأعيرة النارية أو كسر الضلوع .
ب ـ الجروح المقفولة ( الداخلية ) : تحدث نتيجة الإصابات المباشرة أو ضغط شديد على الصدر وينتج عنها نزيف داخلي .
{ الأعراض والعلامات }
1ـ آلام بالصدر مع صعوبة بالتنفس ( تنفس سطحي ) نتيجة إعاقة في عضلات الصدر أو دخول هواء في التجويف الصدري .
2ـ سعال مع بلغم مزبد بدم أحمر زاهي اللون .
3ـ خروج سائل دموي مشبع بفقاعات هوائية من الجرح أثناء عملية الزفير ، وذلك إذا كان الجرح نافذاً إلى الرئتين .
4ـ هبوط ضغط الدم مع نبض سريع وضعيف .
5ـ حدوث زرقة بالفم والأظافر والجلد ، مما قد يؤدي إلى حدوث الصدمة .
{ الإسعافات }
فتح المسالك الهوائية ـ مع إعطاء الأكسجين في حالة الضرورة ـ ومكافحة النزيف ، وغلق الجروح الشافطة ( وهي الجروح التي تعمل كصمام يسمح بدخول الهواء وعدم خروجه ، مما بؤدي إلى انكماش الرئة وفقد وظيفتها ) وذلك عن طريق :
1ـ قفل الجرح بالضغط المباشر براحة اليد أو بيد المصاب إذا أمكن ذلك .
تغطية الجرح بواسطة ضماد معقم بأسرع مايمكن .
3ـ غلق الجرح بإحكام لمنع تسرب الهواء ، وذلك بتغطية الضماد بقطعة من البلاستيك مع عدم تحريك أو إخراج أي آلة أو سكينة نافذة بالصدر .
4ـ التأكد من التنفس والنبض ودرجة الوعي ، والعمل على إنعاش المصاب المصاب إذا لزم الأمر ، وجعله في وضع الإفاقة على أن تكون جهته السليمة لأعلى مع نقل المصاب على وجه السرعة إلى أقرب مركز طبي لاستكمال العلاج .
{ نزيف الأنف ( الرعاف ) } هو خروج الدم من الأوعية الدموية الموجودة داخل تجويف الأنف ، ويحدث بعد التعرض لضربة قوية بالأنف ، أو نتيجة العطاس الشديد ، أو تنظيف الأنف ، أو التمخط بشدة ، أو الإصابة بأحد أمراض الأنف ، أو أمراض الدم النزيفية .
وقد يسبب نزيف الأنف فقدان كمية كبيرة من الدم مع احتمال بلعه أو استنشاقه ، مما قد يؤدي إلى القيء ، بالإضافة إلى تأثيره على عملية التنفس .
{ العلاج }
الهدف من الإسعاف هو الحفاظ على سلامة عملية التنفس ، وعدم استنشاق الدم ، والسيطرة على النزيف ، وذلك بإجراء مايلي:
1ـ يجلس المصاب ورأسه مائلة إلى الأمام ، مع نزع أي لباس ضيق حول العنق أو الصدر .
2ـ ترك المصاب يتنفس من فمه ، مع الضغط الخفيف على الجزء اللين من الأنف ولمدة بسيطة .
3ـ ينصح بعدم الكلام ، أو الاستنشاق ، أو السعال .
4ـ رفع الضغط عن الأنف بعد عشر دقائق ، والاستمرار في الإسعاف إذا لم يتوقف النزف .
5ـ إذا لم يتوقف النزيف،ينقل المصاب على وجه السرعة لأقرب مركز طبي لاستكمال العلاج .
ثانياً : ( الحروق )
تنشأ الحروق نتيجة تعرض الجسم لمؤثر خارجي غير طبيعي أو شديد ، مثل الحرارة ، أو البرودة ، كما يؤدي إلى إصابة أنسجة الجلد وما تحته ، وذلك بدرجات متفاوتة ، ومن أهم هذه المؤثرات مايلي :
1ـ درجات الحرارة القصوى ( السخونة أو البرودة الشديدة ) .
2ـ المواد الكيميائية ( القلوية أو الحمضية ) .
3ـ عوامل فيزيائية مثل لإشعاع ، والصدمات الكهربائية والاحتكاك .
{ درجات الحروق }
وتنقسم حسب كيفية العلاج إلى :
1ـ الدرجة الأولى : يحدث احمرار موضعي في الجلد ، دون أن تتكون حويصلات بلازمية بسبب التعرض لسائل متوسط السخونة أو التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة ، ويتم الشفاء منها خلال أسبوع ( سبعة أيام ) .
2ـ الدرجة الثانية :
أـ درجة ثانية متوسطة : تؤثر على طبقات الجلد السطحية وتحت السطحية وتتكون الحويصلات البلازمية ، ولا يوجد تضخم في الأنسجة ، ومن أهم أسبابه التعرض للماء الحار أو البخار ، ويلتئم خلال أسبوعين .
ب ـ درجة ثانية عميقة : يؤثر على طبقات الجلد العميقة وحويصلات الشعر ، والسبب الرئيس لحدوثه هو التعرض للماء أو الزيت المغلي ، ويلتئم خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع ، وقد يستلزم تدخلاً جراحياً .
3ـ الدرجة الثالثة : في هذه الحالة يصبح الحرق متفحماً ، غير مؤلم ، ومتقطعاً ، ويصيب كل طبقات الجلد ويحتاج إلى تدخل جراحي .
4ـ الدرجة الرابعة : هذه الدرجة متقدمة وخطيرة ، وتشمل الإصابة جميع طبقات الجلد إلى تدخل جراحي ، ومضاعفاته شديدة الخطورة ، ويحتاج علاجه إلى فترة طويلة .
{ أسباب حدوث الحروق }
إن تحديد أباب حدوث الحروق من الأمور الهامة جداً في تقييم الحالة ، وتوقع المضاعفات التي سوف تحدث ، ومن أهمها :
أـ الماء الساخن أو الحار : عادةً يكون موضعياً أو سطحياً .
ب ـ السوائل الحارة : عادةً يكون موضعياً أو عميقاً ، ويصيب جميع طبقات الجلد .
ج ـ حرق الوهج : ويكون عادةً على شكل لطخات أو بقع ، يصيب جميع طبقات الجلد ، خصوصاً المناطق المكشوفة ، مثل : الوجه واليدين .
د ـ الحروق الكيميائية : تكون موضعية وعميقة وتسبب تلفاً شديداً للأنسجة ، ويتم إسعافها بوضع الماء البارد فوق مكان الحرق لمعادلة المادة الكيميائية الحارقة ووقف تأثيرها في التمدد .
و ـ الحروق الكهربائية : عادة تصيب كل طبقات الجلد ، وماتحته ، بالإضافة إلى التأثير المباشر على بعض الأعضاء الداخلية ، مثل : القلب والأعصاب .
{ العلاج }
أـ الإنعاش القلبي الرئوي : فاقدوا الوعي ، ومستنشقوا الدخان .
ب ـ الغسيل بالماء البارد ، وإعطاء المسكنات عن طريق الحقن الوريدي .
ج ـ التطعيم ضد التيتانوس ، ومصل مضاد للتيتانوس .
د ـ ضماد الأماكن المصابة بغسلها بمحلول الملح الفسيولوجي المعقم مع مرهم الحروق .
(( ملحوظة ))
لايستخدم مرهم الفلامازين في حالة حروق الوجه وذلك لتركه آثاراً غير مرغوب فيها بعد الشفاء .
هـ ـ الحالات التي تحتاج إلى التنويم في المستشفى :
ـ الحروق السطحية أكثر من 20% من مساحة الجلد للكبار ، و 15% للصغار (الأطفال) .
ـ الحروق العميقة أكثر من 10% .
ـ جميع درجات الحروق الكهربائية .
ـ جميع درجات حروق الوجه ، لاحتما حدوث نورم في منطقة الحنجرة ومن ثم الاختناق فيما بعد .
ـ جميع الحروق الدائرية ، وبصفة خاصة منطقة الصدر .
ـ جميع الحروق التي يحدث فيها تسمم بالدخان وفقدان الوعي .
ـ عندما يكون إعطاء المحاليل الوريدية ضرورة .
ـ في حالات المرضى المعرضين للخطر مثل مرضى السكري .